منتدى الثقافة العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع الحوار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إهداء إلى كل الشهداء - شعر أحمد أراجه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد أراجه




المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 07/05/2011

إهداء إلى كل الشهداء - شعر أحمد أراجه Empty
مُساهمةموضوع: إهداء إلى كل الشهداء - شعر أحمد أراجه   إهداء إلى كل الشهداء - شعر أحمد أراجه I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 31, 2011 12:44 am

إهداء إلى كل الشهداء - شعر أحمد أراجه

وعدا .. وعهدا

من شعر أحمد أراجه



نبذة عن القصيدة

في ريعان الشباب , يختفون في المعتقلات , أو المستشفيات , أو مع المفقودات وكأن أحدهم شيئاً من الأشياء . نفتقدهم فجأة فيأتي الحزن حادا .. أو يسقطون وحروف الحرية تتناثر حولهم وريقات وردة حمراء تتجمع من جديد لتزهر أكاليل غار .





حَبل اَلليلُ الطويل تسعة أشهرٍ..

من كل عام ..

كثرت خلائفه من عتمة وظلام...

سكن الزوايا , والمكاتب , والمصانع , والقصور..

والتف حول المقبرة...

ضاقت به الدنيا أخيراً..

فاستوطن الخبز..

يستهدف هذي الحنجرة..



***



يأتي على عجلاته في غفلةٍ..

يتوالد من ذاته في لذةٍ..

وفق قانونٍ: « سكون من سكون »...



***



يازلزال الرعد الشعبي .. طال الصمت..

ياعاصفةً تومضُ أملاً..

تسحقُ هذا اللونَ الليليّ الأسودْ..

تعكسُ هذي العتمةُ .. نوراً أبيض..

توُلِدُ من رحمِ القحطِ .. لوناً أخضر..

ياعاصفةَ المطرِ اقتلعي..

هذي الراياتِ المرفوعة في الأفواه..

وابتلعي ياعاصفةَ الخيرِ .. هذا الليلَ..

وانتشري في كل مكان..

فبذات الخبز الأثريّ..

مات البارحة إنسان

وأنا أبحث عنه اليومَ..

منتظراً عصر الانسان

وعداً .. عهداً.. منا

لن يحيا شيء في دائرة النسان..



***



كنا وإياه .. بصبح مشرقٍ نحلم..

بتنفس الصُّعَداء .. دائماً نأمل..

ومن أجل الغدِ الأفضل..

كان جميعنا يعمل..



***



قتلوه..

قتلوه غدراً..

أعدموه..

خبزاً معُّشقَ بالزجاج..

أطعموه..



ياويلَهم.. سيعيش داخل سرهم..

بمبادئ العنف الكثيرة..

بأيامه الخمس الأخيرة ..

بأيام الشقاء.. وأحلام البقاء..

كالرعبِ في قلوبِهم.. كالقَشعريرة..



***



بذاتِ الخبزِ الأثريّ..

ماتَ البارحة إنسان

وأنا أبحثُ عنه اليومَ..

منتظراً عصر الإنسان..



***



خافَ قبلَ الموتِ كثيرا..

أن يحيا الإنسان كبيرا..

وبومضةِ عين..

تخطفه الأقدار رخيصا..



***



قبل الموتِ .. قرر أن يعملَ فلاحاً..

قال إِنّ الأرضَ صارت وعره..

أدركَ أنّ الساحةَ أضحت قفره..

كان يعشق غرس النخل..

كان يسعى مثل النحل

كانَ وكانََ وكانَ وكانْ..

كانَ مثالاً للإنسان..



***



همس بقربي ذاتَ مّره..

هذي حياةٌ صارت مُرّه..

هل من ثورة ..؟

صمت قليلاً.. غاص طويلاً في الأفكار..

خرج فوراً..

ينثر بذراً..

يُقسمُ دوماً..

لن أعملَ إلاّ فلاحاً..

فهذي الأرض صارت وعرة..

وهذي الساحة أضحت قفرة..

ثم: غابَ وغابَ وغابَ..

غابَ شهراً ثم عاد..

عاد فرحاً..

يحمل خَبَراً..

أنَّ الغرسة صارت نخلة..

وتلك الأرضُ عند الحرثِ..

تبدو سهلة..



***



دوماً كان يحمل أملاً..

دوماً كان يُبدع عملاً..

دوماً كان يُضرب مثلاً..



***



اغتيل أخيراً..

قيلَ ماتْ..

مات حيّاً..

أدرك شيئاً لم ندركه..

عرف سراً لم نعرفه..

كتب خطاباً..

ترك دعاءً..

صار وصية..

قال.. وقال.. وقالَ.. وقالْ:

مِتُّ.. فليحيا الإنسان..



***



صَمتَ الجميع لصوته..

صْمتَ الحديد..

هذا هو الصمت الجديد..

صمتُ العبادة..

هذا مخاض مشرق .. هذي ولادة ..

هذا هو الصمت الجديدُ.. لِوَحدِهِ ..

يصلح رُفاةً للشهيدِ.. بلحدهِ ..

كل عليه أن يفيه .. بوعدهِ ..

فلندفن الماضي »السكونَ« .. بمهدهِ..



***



طال النوم.. هيا نصنع فجرا..

هيا نغدو نورا..

يغزو العتمةَ.. يغزو الظلمة..

يُخْرج هذا الليلَ الأَلْيَلْ..

من حُجرات الزمنِ الضائع..

من ركنِ البيتِ..

وزوايا الشارع..

من أعماق الحي الشعبي..

من أعيننا..

من أنفسنا..

يُخْرج هذا الليلَ..

ويُخْرجنا..



***



بذات الخبز الأثري مات البارحة إنسان..

وأنا أبحث عنه اليوم..

منتظراً عصر الإنسان..

وعداً.. عهداً منا..

لن يحيا شيء في دائرة النسيان..



***



كل الضحايا قادمون..

السابقون .. اللاحقون..

يحملون .. ويحملون..

ألفَ قضية..

ذات وجهٍ واحد.. ذات هوية..

قادمونَ قادمون..

ويحملون..

في كل كفّ بندقية..

تنزعُ السترَ المزيفَ..

عن وجوه العنجهية..



***



عن الدجل العتيق..

وعن متاجرةِ الرقيق..

وتستيرِ « الرفيقِ » على « الرفيق »..

وعن صحف الطريق..



***



ها هم الأوباشُ.. متربعون..

خمسونَ في خمسين.. في خمسين..

خمسونَ وجهاً ماكراً في كلِ مكتب..

حجزوا مقاعدَهم في ألفِ مركب..

شذاذُ آفاق..

جاؤوا بغيةَ المكسب..

نحن نعرفُهم..

وكل الناسِ أيضاً يعرفون..

متعلمونَ جميعَهم لكنهم..

لا يفقهون..

كل الضحايا قادمون..

أين المفر؟



عندَ الممر..

عند الممرَّ رابضون..

يهتفون..

قادمونَ..

قادمونَ..

قادمونْ.. أين المفر؟

فبذات الخُبزِ الأثري مات البارحة إنسان..

وأنا أبحث عنه اليومَ..

منتظراً عصر الإنسان..

وعداً .. عهداً .. منّا..

لن يحيا شيء في دائرة النسيان..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إهداء إلى كل الشهداء - شعر أحمد أراجه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في الزنزانة وحدي .. قصيدة شعرية لأحمد أراجه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الثقافة العربية :: شعر-
انتقل الى: