منتدى الثقافة العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع الحوار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية في مدرسة المستقبل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 06/05/2011

الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية  في مدرسة المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية في مدرسة المستقبل   الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية  في مدرسة المستقبل I_icon_minitimeالسبت مايو 07, 2011 12:40 pm

الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية
في مدرسة المستقبل
د. نبيل متولي
مقدمة :
أدت ثورة الاتصالات والمعلومات وعولمة الاقتصاد والسياسة التي شهدها العالم في نهاية القرن الماضي ، إلى تغيرات ثقافية وقيمية تزداد كل يوم وتيرتها وتأثيراتها على كل مجتمعات العالم ، وستشكل هذه أحد أهم التحولات والتغيرات التي أثرت وستؤثر في تشكيل مجتمع القرن الحادي والعشرين ، ومن ثم معالم وتوجيهات المؤسسات التعليمية والعلمية والثقافية فيه .
وقد فطن المسئولون عن الأنظمة التربوية والتعليمية العربية إلى هذه القضية وطرحها للمناقشة من خلال المؤتمر الثاني لوزراء التربية والتعليم والمعارف في الوطن العربي المنعقد في دمشق في يوليو عام 2000م(1) ، وذلك بمناقشة التحولات والمتغيرات المؤثرة في تشكيل المستقبل التعليمي العربي والمتمثلة في "الثورة العلمية والتكنولوجية ، والتغييرات في النمو والحركة السكانية ، والتوتر بين العولمة والمحلية ، والتغييرات الاجتماعية ، والتغييرات الاقتصادية ، والتغييرات السياسية والتغييرات الثقافية والقيمية"(2) .
كما وأن الأنظمة التعليمية العربية مطالبة بمواجهة تحديات عصر المعلوماتية والتي يتمثل بعضها في الآتي :-(3)
- إدارة طوفان المعلومات .
- إعداد رأس المال البشري الأكثر كفاءة .
- الحاجات الاجتماعية المتمثلة في الحق في التعليم .
- تعزيز روح المواطنة .
- المحافظة على القيم الثقافية والأخلاقية .
والدراسة الراهنة تنطلق من التحديين الأخيرين حول الإجراءات التي يمكن أن يقوم بها التعليم لتعزيز روح المواطنة والحفاظ على القيم الثقافية والأخلاقية باعتبارهما جوهر الهوية العربية الإسلامية ، وهو ما أكدته خطة التنمية السابعة بالمملكة العربية السعودية (20/1421هـ - 24/1425هـ) ، حيث كان من بين أهدافها "المحافظة على القيم الإسلامية وتطبيق شريعة الله والعمل على ترسيخها ونشرها وكذلك تنمية القوى البشرية"(4) .
ونحن كعرب ومسلمين - والمملكة جزء من المجتمعين العربي والإسلامي - تعرضنا للكثير من التحديات والأخطار ، التي لا بد من مواجهتها ليس للتغلب عليها فقط ، بل لضمان مقدمات الاستمرارية في حركتنا إلى الأمام ، فليس في الإمكان مهادنة تحديات هذا القرن الجديد للسير معها أو للعبور فوقها ، لأن المهادنة تعني الانحراف معها وبالتالي نفقد هويتنا العربية الإسلامية ، وتسقط قيمنا ومبادئنا الأصيلة(5) .
ونستطيع من خلال النظام التعليمي العربي أن نواجه التحديات و المخاطر التي تحدق بالهوية العربية الإسلامية من خلال طرح نموذج جديد لمدرسة المستقبل تستطيع بما سوف تتملكه من عناصر قوة وأدوار متعددة وأشكال متنوعة من مواجهة تلك الأخطار والتحديات التي أشرنا لها سابقاً ، وذلك لتحقيق مجموعة من الأهداف لعل من أهمها ما يلي :-(6)
• تعزيز الانتماء الديني والقومي لدى الأجيال العربية في سياق التواصل الحضاري والإنساني ، وبما يُمكّن من التصدي الواعي للغزو الثقافي وحماية الهوية الدينية والثقافية والحضارية للأمة العربية الإسلامية .
• تمكين المتعلم العربي من التعامل والتكيف الإيجابي الفعال مع بيئته ومجتمعه المحلي والوطني والقومي والعالمي ، وتمكنه من فهم الحضارات والحوار الهادف والبناء الهادف والبناء مع الآخرين أفراد وجماعات .
• إكساب المتعلم العربي التعلم الذاتي والقدرات التي تمكنه من البحث والحصول على المعرفة من منابعها .
مشكلة الدراسة :
من تفحص الموقف الحضاري المعاصر ، نجد أن ثمة خطر يحدق بأمتنا العربية الإسلامية ، ويتمثل في تهديد هويتها وطمس معالم شخصيتها الوطنية ، ومصدر هذا الخطر يكمن في سطوة العولمة وما تروج له من دعاوي التمسك بالقيم الإنسانية العالمية ، واحترام حقوق الإنسان ، ومطالب النظام العالمي الجديد ، والمصير الإنساني المشترك ، والقرية الكونية ، والتربية من أجل السلام العالمي … إلى غير ذلك من مصطلحات ومفردات يعج بها قاموس العولمة المعاصر(7) .
وأمام سطوة دعاوي العولمة المشار إليها ، نخشى أن تتراجع قيم الإنتماء والولاء ، ومن ثم يفرغ مفهوم الهوية من أركانه الرئيسية ، الدين ، اللغة ، القيم ، التراث ، التاريخ،وحينئذ يصاب المجتمع بالفتور وتتلاشى أواصر المحبة والتماسك الاجتماعي ، وتتبدد القيم الحافزة على النهوض الثقافي والاجتماعي .
وكافة هذه الأعراض بدأت تتفشى وتعمل تأثيرها في الأجيال الحاضرة مما يستدعي أن تنهض المدرسة بدورها المنوط بها في الحفاظ على الهوية والذاتية الثقافية للمجتمع ، ويصبح من الضروري كذلك أن يتخذ هذا الهدف موقعاً متقدماً ورئيسياً في سلم أولويات مدرسة المستقبل .
ومن هنا تطرح الدراسة الأسئلة التالية :-
1- ما المقصود بالحفاظ على الهوية العربية الإسلامية كهدف تربوي ؟
2- ما التحديات التي تواجه تحقيق هذا الهدف في التربية العربية في عصر العولمة الراهن؟
3- ما الدور التربوي لمدرسة المستقبل في مواجهة تلك التحديات لتعزيز الهوية العربية الإسلامية .
أهمية الدراسة :
يُعد هدف الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية من أهم الأهداف التي تسعى التربية العربية إلى تعزيزها وترسيخها لدى النشء والشباب ، لما يترتب على ذلك من تربية الانتماء والولاء وتحقيق التقدم على مسارات النهضة والحضارة .
وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تبرز أهمية ذلك الهدف وأولويته ضمن (أجندة) مدرسة المستقبل ، حيث تتزايد الأخطار والسهام الموجهة إلى أمتنا العربية والإسلامية في ظل متغيرات عالمية وإقليمية محيطة بنا .
منهج الدراسة :
تستخدم الدراسة الحالية "منهج تحليل المفاهيم"(Cool حيث التطرق إلى مفهوم (الهوية) بحثاً عن المعاني والدلالات والوظائف التي حملها هذا المفهوم في الفلسفة والاجتماع والتربية والسياسة ، وقد انتقل التحليل إلى بيان خصائص المعاني والقيم التي يستند إليها تصور "الهوية العربية الإسلامية" وذلك استمراراً من المصادر والكتابات التي بحثت هذا المفهوم .
كما تستخدم الدراسة "منهج التخطيط الاستراتيجي"(9) وذلك عند استعراض الدور التربوي المتوقع لمدرسة المستقبل للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية ، من خلال رصد الوارد والإجراءات اللازمة لتفعيل هذا الدور ، ويفيد هذا المنهج في الخروج برؤية تخطيطية لما يتعلق بمدخلات وعمليات منظومة مدرسة المستقبل .
مصطلحات الدراسة :
هناك مجموعة من المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بعنوان هذه الدراسة أو موضوعها يمكن تحديدها في الآتي :-
1- الهوية العربية الإسلامية (الهوية) في الحضارة الإسلامية مأخوذة من "هُوَ .. هُوَ" بمعنى جوهر الشيء وحقيقته …. أنها كالبصمة للإنسان يتميز بها عن غيره"(10).
وتعرف "الهوية" أيضاً بمعنى "التفرد" فالهوية الثقافية تعني التفرد الثقافي بكل ما يتضمنه معنى الثقافة من عادات وأنماط سلوك وميل وقيم ونظرة إلى الكون والحياة(11).
وتعرف "الهوية" بأنها عبارة عن "مركب من العناصر المرجعية والمادية والذاتية المصطفاة التي تسمح بتعريف خاص للفاعل الاجتماعي(12) . ويفسر "الحمد" هذا التعريف للهوية بقوله "بأن الهوية طالما أنها مركب من عناصر ، فهي بالضرورة متغيرة في الوقت ذاته تتميز فيه بثبات معين ، مثل الشخص الواحد يُولدّ ويشب ويشيخ وتتغير ملامحه وتصرفاته وأحياناً ذوقه لكنه يبقى في الآخر هو نفس الشخص وليس شخصاً آخر"(13).
ويُعرف "عمارة" الهوية العربية الإسلامية بأنها "جوهر وحقيقة وثوابت الأمة العربية التي اصطبغت بالإسلام منذ أن دانت به غالبية هذه الأمة ، فأصبح هو "الهوية" الممثلة لأصالة ثقافتها ، فهو الذي طبع ويطبع وصبغ ويصبغ ثقافتها بطابعه وصبغته .. فعاداتها وتقاليدها وأعرافها وآدابها وفنونها وسائر علومها الإنسانية والاجتماعية ، وعلومها الطبيعية والتجريبية ، ونظرتها للكون ، وللذات ، وللآخر ، وتصوراتها لمكانة الإنسان في الكون من أين أتى ؟ وإلى أين ينتهي ؟ وحكمة هذا الوجود ونمايته ، ومعايير المقبول والمرفوض ، والحلال والحرام وهي جميعها عناصر لهويتنا(14) …
وفي ضوء ذلك يمكن تعريف الهوية العربية الإسلامية إجرائياً بأنها "تفرد الشخصية العربية الإسلامية بمجموعة من الصفات والخصائص التي تميزها عن باقي الهويات الآخرى والتي تتضمن اللغة والدين والعادات والتقاليد والقيم الأخلاقية ، والتي اصطبغت بصبغة الإسلام والعروبة منذ أزمنة بعيدة" .
2/ الاختراق الثقافي :
وقد اقترن هذا المفهوم بالتطور التقني في مجال الاتصالات والمعلومات ، وفي ضوء ذلك يعرف الاختراق الثقافي بأنه" مجموعة من الأنشطة الثقافية والإعلامية والفكرية التي تواجهها جهة أو عدة جهات نحو مجتمعات وشعوب معينة ، بهدف تكوين أنساق من الاتجاهات السلوكية والقيمية أو أنماط وأساليب من التفكير والرؤى والميول لدى تلك المجتمعات والشعوب ، بما يخدم مصالح وأهداف الجهة أو الجهات التي تمارس علمية الاختراق"(15) .
ويقصد بالاختراق الثقافي في هذه الدراسة "هيمنة الثقافة الغربية على الثقافة العربية الإسلامية ، في محاولة منها لتغيير ملامحها ، وذلك بهدف تكوين مجموعة من الاتجاهات السلوكية والقيمية والرؤى والميول بما يخدم مصالح أصحاب الثقافية الغربية".
3/ العولمة : Globalization :
ساد هذا المفهوم في التسعينات من القرن الماضي ، حيث بدأ هذا المصطلح للإشارة بدون تمييز إلى روابط عابرة للقومية Transnational وخاصة الاختراق الاقتصادي للأسواق الخارجية ، بينما ينـزع الاستخدام الأكاديمي من جهة أخرى ، ليضيف إلى البعد الاقتصادي بعداً سياسياً يتمحور بصورة رئيسية ، حول مسألة سيادة الدولة ، كما يضيف مصطلح "العولمة" إلى هذين البعدين بعداً ثالثاً وهو البعد الاجتماعي والثقافي(16) .
ويرى شولت (Schol+) أن "العولمة عملية تتطلب زوال المسافات والحدود بين الدول في العلاقات الاجتماعية بينها"(17) ، وفي هذا السياق يؤكد "هيجوت Higgott " أن "العولمة" لا تولى أهمية للأرض ولا للحدود ، بينما المحلية تعززها "فالعولمة" موسعة للحدود ، والمحلية صائنة لها"(18) .
والعولمة جاءت في اللسان العربي من "العالم" ويتصل به فعل "عُولم" على صيغة "فُعل" وهي من أبنية الموازين الصرفية العربية ، أما في الاصطلاح "فالعولمة" تعني جعل الشيء على مستوى عالمي ، أي نقله من المحدود إلى اللامحدود الذي ينأى عن كل مراقبة"(19).
أما العولمة من المنظور العربي الإسلامي فالبعض يعرفها بأنها "إجتياح الشمال للجنوب ، أي اجتياح الحضارة الغربية - المتمثلة في النموذج الأمريكي - للحضارات الأخرى … أو أنها القسر والقهر والإجبار على لون من الخصوصية ، يعوله القهر ليكون عالمياً"(20) .
وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف "العولمة" إجرائياً بأنها "عملية تهدف إلى هيمنة الفكر والثقافة الغربية على الثقافات الأخرى بدعوى التعاون والتواصل وإزالة الحدود والمسافات بين الدول والشعوب" .


الدراسات السابقة :
قامت الدراسة الراهنة بتقسيم الدراسات السابقة إلى قسمين الأول : يتعلق بالدراسات التي عنيت بالتعليم في المستقبل والثاني : الدراسات التي عنيت بالهوية العربية الإسلامية نذكر من بينها ما يلي :
أولاً : الدراسات التي اهتمت بالتعليم في المستقبل .
1/ دراسة : Delors (1996) Jacques(21) .
وقد جاءت في صورة تقرير يحمل اسم "التعليم ذلك الكنز المكنون" Learning the Treasure Whithn حدد ملامح التربية الدولية في القرن الحادي والعشرين وفق أربعة مبادئ هي :-
1- التعليم للعيش المشترك .
2- التعليم للكينونة .
3- التعليم للمعرفة .
4- التعليم للعمل .
2/ دراسة الخطيب (1998م) (22) :
أبرزت هذه الدراسة توجهات الدراسات التربوية العالمية ، حيث بلغت نحو (49) توجهاً لعل ما يتعلق منها بالدراسة الحالية ما يلي :
- تهيئة الأنظمة التعليمية لمواجهة التحديات العالمية .
- العناية بالتربية الأخلاقية في مواجهة تلك التحديات .
- الحاجة إلى صياغة لنظرية تربوية إسلامية صياغة حديثة لمواجهة التحديات والأخطار التي تهدد الهوية العربية الإسلامية .
3/ دراسة السليطي والصيداوي (1998م) (23) :
هدفت هذه الدراسة إلى مراجعة تحليلية ونقدية لمختلف الدراسات التي تناولت المستقبليات والإصلاحات التربوية التي قامت بها بعض المنظمات والهيئات العربية والإسلامية والدولية ، وبعض الدول المتقدمة والنامية ، وذلك في محاولة منها تكوين رؤى مستقبلية مجدية للأمة العربية والإسلامية .
4/ وثيقة مدرسة المستقبل (24) :
هدفت هذه الوثيقة التعرف على الملامح الرئيسية للمؤسسة المدرسية العربية في القرن الحادي والعشرون ، وقد أوصت هذه الوثيقة بضرورة تغير مناهج المؤسسة المدرسية العربية في القرن الجديد ، وأن تُبنى بمشاركة واسعة من كل فئات المجتمع ـ وضرورة تغيير النظرة إلى التقديم بحيث تتسع لتشمل قياس قدرات الطلاب على تحقيق ذواتهم والعيش مع الآخرين .
5/ دراسة الحر (2001م) (25):
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد الخطوط الاستراتيجية لتربية المستقبل والتحديات التي تواجهها ، وقد خلصت الدراسة إلى وضع صورة مقترحة لمدرسة المستقبل تتضمن رسالتها ، والمبادئ التي تقوم عليها ، والأهداف الغايات التي تنشرها .
ثانياً : الدراسات التي تناولت الهوية العربية الإسلامية :
6/ دراسة ، خلف (1998م) (26) :
هدفت هذه الدراسة إلى عرض تصور نظري لمفهوم "العولمة Globalization" كتصور نظري لفهم العديد من التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أصابت العالم ومن بينه مجتمعات الخليج العربي ، كما قامت الدراسة برصد العلاقة بين المجتمعات الخليجية وبين العولمة ، وأسفر هذا الرصد على تحديد مجموعة من التحولات التي أصابت هذه المجتمعات من بينها :
• انسياب حركة العمالة والثقافات الأجنبية بشكل كبير ، الأمر الذي أدى إلى ظهور خلل كبير في التركيبة الثقافية والسكانية لهذه المجتمعات .
• الجهود التي تقوم المجتمعات الخليجية للتأكيد من عوامل التمايز للهوية الثقافية والاجتماعية لمجتمعاتهم في مواجهة تهديدات ثقافات الوافدين .
7/ دراسة البهواش (2000م) (27):
هدفت هذه الدراسة رصد ملامح النظام العالمي الجديد ومخاطره المختلفة على الهوية العربية الإسلامية من تشويه لصورة العرب والمسلمين ، وهدفت الدراسة أيضاً إلى وضع تصور لاستراتيجية تربوية عربية وقائية في مواجهة هذا النظام تقوم على :-
- بلورة مفهوم عصري للتعليم العربي .
- إنتاج مناهج تعليمية جديدة .
- تضمين النظرة الدولية في التعليم العربي .
- تنشئة الإنسان العربي في إطار التربية الإسلامية الصحيحة .
8/ دراسة خريسان (2001) (28) :
هدفت هذه الدراسة إلى الوقوف على التأثيرات المختلفة "للعولمة" سواء على مستوى الدولة القومية ، أو على المستوى العالمي، وقد توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات من بينها.
• في ظل "العولمة" بدأت الثقافة بوصفها إنتاجاً اجتماعياً تتحول إلى سلعة ينطبق عليها ما ينطبق على السلع المادية.
• إن "العولمة" ليست سلبية في مجملها ، إنما تتوافر على بعض الفرص التي بالإمكان استغلالها والاستفادة منها في تحقيق التقدم للإنسانية .
التعليق على الدراسات السابقة :
من استعراض الدراسات السابقة يتضح أن ثمة أمور لا بد من التأكيد عليها لعل من أهما ما يلي :-
1- أن العالم - بما فيه العالم العربي - يتعرض لمجموعة من التحديات والمخاطر لا بد للأنظمة التعليمية من مواجهتها .
2- حاجة المجتمعات العربية إلى صياغة حديثة لنظرية تربوية إسلامية تكون في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بالأمة العربية الاسلامية .
3- أن التعليم في القرن الجديد - الحادي والعشرين - يرتكز على مجموعة من المبادئ هي : بيئة تعليمية جديدة - التعليم الشخصي - تعليم مبتكر للمعرفة - التعليم مدى الحياة .
4- أن المجتمعات العربية الإسلامية تتعرض الآن - وفي المستقبل - لمجموعة من الأخطار والتحديات بعضها داخلي كالتغير في التركيب السكاني ، والتغيرات الثقافية والقيمية ، والتغيرات المجتمعية المختلفة ، وبعضها خارجي : كالثورة العملية والتكنولوجية ، والتوتر بين العولمة والمحلية ، والتغيرات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم .
5- مدرسة المستقبل هي إحدى الطروحات التربوية التي ينشدها التربويون العرب لمجابهة تلك الأخطار والتحديات ، حيث أن المطلوب منها شيئين الأول يتعلق بالكيفية التي يتم من خلالها التعامل مع تلك الأخطار والتحديات والأمر الآخر مراعاة الخصوصية والذاتية العربية الإسلامية التي تتميز بها المنطقة العربية الاسلامية .
القسم الثاني
"مفهوم مدرسة المستقبل ، وأهم الطروحات الموجودة لها الآن على الساحة العالمية"

مقدمة :
مع بداية الألفية الثالثة بدأت كثير من الأمم الجادة مراجعة حياتها حيث قامت بوقفة مع ذاتها ، تراجع أعمالها وتقّوم أدائها ، وتحلل نقاط القوة والضعف فيها ، وتحدد فرص التطوير وخياراته ، لتعمل على تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات . وهذا شأن الأمم الحية التي تريد أن يكون لها مكان على خارطة الحضارة الإنسانية . وهذا ما يفسر اهتمام كثير من دول العالم بمراجعة أنظمتها التربوية والتعليمية مراجعة جذرية بشكل مستمر للاطمئنان على قدراتها على إعداد الأجيال لمجتمع القرن الحادي والعشرين(29) .
وكان للدول الغربية السبق في هذا المجال ، حيث تغير ت السياسات التربوية والأنظمة التعليمة بها لمسايرة معطيات العصر الجديد ، فبعد أن كان جوهر العملية التعليمية وهدفها الأساسي في أغلب مجتمعات هذه الدول يستهدف تكوين الرد الذي تتحقق فيه مواصفات العامل في المصنع أو المكتب ، أدركت هذه الدول أن هذا النمط من التعليم لا يمكن أن يصنع إنسان عصر المعلومات ويجعله متوافقاً مع متطلبات العصر الجديد.
وقد أبرزت اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين عام (1996م) من خلال تقرير قدمته إلى اليونسكو ، ضرورة مراجعة السياسات التعليمية في الدول الأعضاء لكي تكون قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر الرئيسية التي تحتل مكان الصدارة في إشكالية وضع السياسة التربوية للقرن الحادي والعشرين وهي (30) :-
- التوتر بين العالمية والمحلية .
- التوتر بين الكلي والخاص .
- التوتر بين التقاليد والحداثة .
- التوتر بين المدى الطويل والمدى القصير .
- التوتر بين الروحي والمادي .
كما أوضحت اللجنة المذكورة أن تربية القرن الواحد والعشرين قائمة على مبدأ التعلم مدى الحياة ، وهو عملية بناء مستمرة لشخصية الإنسان ولمعارفه واستعداداته ، وهو شامل للإنسان في مراحل حياته من الطفولة وحتى نهاية العمل . كما يشمل كل ا لأنشطة التي تتيح لكل إنسان أ، يكتسب معرفة دينامية بالعالم والآخرين وبنفسه .
صور مدرسة المستقبل :
في إطار جهود واهتمامات الدول وبخاصة المتقدمة منها لتطوير أنظمتها التربوية والتعليمية ، من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها ، انطلقت مجموعة من التجارب العلمية في مجال المدرسة الحديثة القادرة على الوفاء . بمتطلبات المستقبل وأعبائه والتي أطلق البعض عليها مصطلح "مدرسة المستقبل" ومن هذه التجاري ما يلي :
1/ مدارس كسر القالب "الأمريكية" Break the Mold School :(31)
وقد قامت بتأسيسها شركة أمريكية كبرى في عام (1991م) ، بغرض تطوير المدارس ، ويقوم بتمويل هذه المدارس القطاع الخاص ، وقد سميت بهذا الاسم لأنها مدارس غير تقليدية تستطيع مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين ، وتتلخص الملامح العامة لمدارس كسر القالب "الأمريكية" بالآتي :
- زيادة استخدام التكنولوجيا التعليمية .
- تغيير طبيعة العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي لزيادة التفاعل والارتباط بينهما.
- بناء التقويم التربوي بشكل يصل إلى الحقيقة المطلوبة .
- تغيير دور المعلم من توصيل المعرفة إلى دور المرشد أو المدرب الشخصي .
- تحقيق التكامل في المنهج التربوي وفي التعليم بين مختلف المواد الدراسية.

http://www.informatics.gov.sa/ebook/book/NabilMetwalliPaper.rtf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabithakafa.yoo7.com
 
الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية في مدرسة المستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تشكل الهوية العربية
» الدفاع عن هويتنا العربية والهوية الإسلامية والبعد الإنساني
» سؤال الهوية في العالم العربي...
» الهوية "الأقٌوامية" ... ومسألة "العروبة والإسلام السياسي"
» النظام الدولي وقيام الدولة الإسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الثقافة العربية :: الهوية العربية الاسلامية-
انتقل الى: